سورة الشعراء - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنا أبا هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} فقال: «يا معشر قريش، أو كلمة نحوها، اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئَا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئَا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئَا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا».
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري، أخبرني جدي أبو سهل بن عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، أخبرنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار المجاشعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جَهِلْتُم ممَّا علَّمني يومي هذا، وإنه قال: إن كلَّ مالٍ نَحَلْتُه عبادي فهو لهم حلال، وإني خلقت عبادي حُنَفَاءَ كلهم، فأتتهم الشياطين فاجْتَالَتْهم عن دينهم، وحرَّمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأَمَرْتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا وإن الله نظر إلى أهل الأرض فَمَقَتَهم عَرَبَهم وعَجَمَهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن الله تعالى أمرني أن أخوف قريشًا، فقلت: يا رب إنهم إذا يَثْلَغُوا رأسي حتى يدعوه خُبْزَةً، فقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وقد أنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء، تقرؤه في المنام واليقظة، فاغزهم نُغْزِك، وأنفق ننفق عليك، وابعثْ جيشًا نمدِدْك بخمسة أمثالهم، وقاتلْ بمن أطاعك من عصاك، ثم قال: أهل الجنة ثلاثة: إمام مُقْسِط، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، ورجل غني متصدق، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا دِين له، الذين هم فيكم تبعٌ لا يتبعون بذلك أهلا ولا مالا ورجل إن أصبح أصبح يخادعك عن أهلك ومالك، ورجل لا يخفي له طمع- وإن دق- إلا ذهب به، والشِّنْظِيرُ الفاحش. قال: وذكر البخل والكذب». قوله عز وجل: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.


{فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} من الكفر وعبادة غير الله. {وَتَوَكَّلْ} قرأ أهل المدينة، والشام: {فتوكل} بالفاء، وكذلك هو في مصاحفهم وقرأ الباقون بالواو {وتوكل}، {عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} ليكفيك كيد الأعداء. {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} إلى صلاتك، عن أكثر المفسرين. وقال مجاهد: الذي يراك أينما كنت. وقيل: حين تقوم لدعائهم. {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} أي: يرى تقلبك في صلاتك في حال قيامك وركوعك وسجودك وقعودك. قال عكرمة وعطية عن ابن عباس: في الساجدين أي: في المصلين. وقال مقاتل والكلبي: أي مع المصلين في الجماعة، يقول: يراك حين تقوم وحدك للصلاة ويراك إذا صليت مع المصلين في الجماعة. وقال مجاهد: يرى تقلب بصرك في المصلين، فإنه كان يبصر من خلفه كما يبصر من أمامه. أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هل ترون قبلتي هاهنا، فوالله ما يخفي علي خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري» وقال الحسن: {وتقلبك في الساجدين} أي: تصرفك وذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين. وقال سعيد بن جبير: يعني وتصرفك في أحوالك، كما كانت الأنبياء من قبلك. والساجدون: هم الأنبياء. وقال عطاء عن ابن عباس: أراد تقلبك في أصلاب الأنبياء من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة. {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.


{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أخبركم، {عَلَى مَنْ تَنزلُ الشَّيَاطِينُ} هذا جواب قولهم: تنزل عليه شيطان، ثم بين فقال: {تَنزلُ} أي: تتنزل، {عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ} كذاب، {أَثِيمٍ} فاجر، قال قتادة: هم الكَهَنَةُ، يسترق الجنُّ السمعَ ثم يلقون إلى أوليائهم من الإنس. وهو قوله عز وجل: {يُلْقُونَ السَّمْعَ} {يُلْقُونَ السَّمْعَ} أي: يستمعون من الملائكة مستقرين، فيلقون إلى الكهنة، {وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} لأنهم يخلطون به كذبًا كثيرًا. قوله عز وجل: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} قال أهل التفسير: أراد شعراء الكفار الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر مقاتل أسماءهم، فقال: منهم عبد الله بن الزبعري السهمي، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، ومشافع بن عبد مناف. وأبو عزة بن عبد الله الجمحي، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، تكلموا بالكذب وبالباطل، وقالوا: نحن نقول مثل ما يقول محمد. وقالوا الشعر، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم حين يهجون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويروون عنهم وذلك. قوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} هم الرواة الذين يروون هجاء النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين. وقال قتادة ومجاهد: الغاوون هم الشياطين. وقال الضحاك: تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين، ومع كل واحد منهما غواة من قومه، وهم السفهاء فنزلت هذه الآية. وهي رواية عطية عن ابن عباس. {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ} من أودية الكلام {يَهِيمُونَ} جائرون وعن طريق الحق حائدون، والهائم: الذاهب على وجهه لا مقصد له.
قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: في كل لغو يخوضون وقال مجاهد: في كل فن يفتنون. وقال قتادة: يمدحون بالباطل ويستمعون ويهجون بالباطل فالوادي مَثَلٌ لفنون الكلام، كما يقال: أنا في وادٍ وأنت في واد. وقيل: {في كل وادٍ يهيمون} أي: على كل حرف من حروف الهجاء يصوغون القوافي.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11